[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تمرّ بعد غد الذكرى الـ 48 لاسترجاع
الجزائر
لسيادتها المسلوبة طيلة قرن وثلث القرن من الزّمن، ضحّى فيها
أبناء
هذا الوطن بالنّفس والنّفيس من أجل تحريره من المستدمر الفرنسي
الذي
لاتزال خطابات رؤسائه تمجّد ما اقترفه أكبر السفّاحين في حقّ
الأبرياء
والعزّل الذين تتمسّك بشأنهم الجزائر سلطة وشعبا بأن تعيد إلى
ذكراهم
وإلى ذاكرة وطنهم الحبيب الاعتبار بالضغط على فرنسا بهدف الاعتذار
على
ما اقترفته من تعذيب وتقتيل واغتصاب لشعب أبى إلاّ أن يقف صامدا
أمام
جبروت المستعمر واسترجاع حريّته المسلوبة، وبعد 48 سنة من
الاستقلال
تبدو "حرب الذاكرة" مشتعلة بين الجزائر وفرنسا، ولا يبدو
أنها
ستنتهي قريبا.
يحتفل بعد غد الشعب
الجزائري بالذّكرى
المزدوجة لعيدي الاستقلال والشبيبة في ظروف لاتزال
متوتّرة في
العلاقات بين الجزائر وفرنسا، التي وبالرغم من معرفتها
بالحوادث
والوقائع التاريخية التي اقترفتها في حقّ الجزائريين إلاّ
أنها
تصرّ على عدم الاعتذار للشعب الجزائري والتعويض له معنويا وماديا
لمخلّفات حربها القذرة التي أنهكت الجزائر وخرّبت طاقتها الطبيعية
والبشرية
طيلة قرن ونصف قرن من الزّمن أرادت في تلك الفترة أن تعلم
الجزائريين
أن بلدهم جزء لا يتجزّأ من فرنسا. غير أن قوّة ووحدة الشعب
الجزائري
كسرت كلّ الحواجز وجعلت من المستحيل واقعا لاتزال جميع
الأمم
تقتدي في حديثها ببلد المليون ونصف المليون شهيد الذين عاهدوا
اللّه
على أن يحرّروا وطنهم بروحهم الزّكية كي يعيش أبناؤهم في نعيم
وطعم
الحرّية التي لم يتذوّقوها.
الاحتفال بالحرّية وبالنّصر
من
أروع ما يمكن أن يحسّ به المرء، خاصّة لمن عاش الاضطهاد، لكن
أن
تغتفر تلك الأعمال الوحشية التي اقترفتها فرنسا دون أن يسمع الشعب
الجزائري
اعتذارا رسميا من مسؤوليها لاسترجاع ولو قسط بسيط من كرامة هذا
البلد
فهذا شيء لا يغتفر. فالبرغم من الدعوات المتكرّرة للحكومة
الجزائرية
اتجاه نظيرتها الفرنسية لطلب الاعتذار من أجل طيّ الصفحة
والسّير
نحو الأمام لإعادة ربط علاقات متجدّدة بين البلدين تسير على مبدأ
الاحترام
والتعاون، إلاّ أنه يبدو حسب كلّ المعطيات الحالية أن
فرنسا
متمسّكة بفكرة تمجيد الاستعمار التي ترى فيه القانون الذي يثني
على
الإيجابيات التي قدّمها للمستعمرات التي أخرجها من الجهل والفقر
والظلمات
إلى النّور، حتى أن مثل هذه الرّكائز يتمّ إدراجها ضمن
مقرّرات
دراسية يتمّ تدريس أبنائهم على أن استعمارهم لبعض البلدان جاء
لهذا
الغرض الذي يمجّد تلك الأفعال خدمة للإنسانية. وهي الأحداث
والمؤشّرات
التي تقول إن فرنسا لاتزال متمسّكة بموقفها الذي أحدث جدلا
كبيرا
بينها وبين الحكومة الجزائرية وفتورا في العلاقات التي تزداد
برودة
من وقت إلى آخر، خاصّة إذا اقتربت مثل هذه المواعيد التاريخية أو
الاحتفالات
بالنّصر والحرّية أو حتى تلك التي تذكّر بالمجازر المقترفة
في
حقّ الجزائريين العزّل إلاّ وتبادر شخصيات تاريخية أو حتى جمعيات
وشخصيات
سياسية معاودة الحديث عن ضرورة التعويض وتقديم الاعتذار
للجزائريين،
في الوقت الذي تظهر فيه فرنسا تجاوبها للتعويض لتؤكّد
مرّة أخرى
عدم مسؤولية هذا الجيل من الفرنسيين عمّا قام به آباؤهم وأجدادهم
من
جرائم لاتزال العديد من الأمراض والمخلّفات شاهدة على بشاعة ما
اقترفوه
في حقّ الطبيعة الجزائرية وسكّانها، وخير دليل على ذلك
التجارب
النّووية التي أقيمت في صحرائنا ومدى أثارها.