■■ أشفق على تيتو فيلانوفا خليفة جوارديولا في تدريب البارسا الذي تم تقديمه اليوم رسميا إلى الصحافة الإسبانية بعد التعاقد معه رسمياً لمدة عامين .. نعم عمل فيلانوفا مساعداً مع جوارديولا لمدة خمس أعوام، منها عام في الفريق الثاني للبارسا ، ومن حقه أن يعتبر نفسه شريكا في إنجازات بيب وال14 لقباً التي أحرزها مع الفريق الاول ، ولكن رغم ذلك، فإن الأمر سيكون في غاية الاختلاف عندما يتحمل مسؤولية القرار ويصبح الرجل الأول! .
■■ المقارنة ستكون في منتهى الصعوبة بين الاثنين .. جوارديولا كان نجماً لامعا كلاعب في منتخب اسبانيا الاول ومع فريق البارسا
الاول الذي لعب له 11 عاما ، كما لعب محترفا في ايطاليا وقطر والمكسيك خمس
مواسم أخرى، وأحرز كلاعب أكثر من 16 بطولة محلية وأوروبية ، وتدرب مع أعظم
المدربين ومنهم كرويف ، أما فيلانوفا ،فقد كان لاعبا مغموراً ، وأفضل
مالديه هو اللعب في أكاديمية الناشئين في البارسا لمدة 6 سنوات منها عامين
مع الفريق الثاني
، لكنه لم يلفت الأنظار ، فرحل ليلعب في العديد من الاندية الاسبانية
وأشهرها سلتا فيجو وريال مايوركا، لمدة 12 عاما بدون أن يبرز أوينضم
للمنتخب.
■■ التاريخ التدريبي للاثنين متطابق في المشوار ، ولكن شتان بين مدير فني
مسيطر، له كل الصلاحيات وصاحب القرار والأمر والنهي، وعلى الناحية الاخرى
مجرد مساعد، رأيه استشاري غير ملزم، بيب الأصغر بعامين في العمر من
فيلانوفا ، متوج ب14 لقباً محلياً وأوروبياً وعالمياً مع البارسا ، كما
أُختير في عمره التدريبي القصير مرتين كأفضل مدرب في اسبانيا ومثلهما كأفضل
مدرب في اوروبا وفي العالم ، وفوق ذلك كله فإن من أهم عناصر نجاح
جوارديولا ، تمتعه بشخصية قوية وخبرات ونجومية وكاريزما ، إستطاع من خلالها
أن يسيطر على نجوم عالميين "سوبر ستار" في الفريق ويقنعهم ويستخرج أفضل ما فيهم ويقودهم إلى أفضل الانجازات التي جعلته أفضل مدرب في تاريخ البارسا.
■■ في تصريحاته اليوم عقب المؤتمر الرسمي لتقديمه لوسائل الاعلام ، بدا أن
فيلانوفا، سيكون مستأنساً من الرئيس روسيل ومنفذا وملتزماً جدا بسياسات
وأوامر إدارة النادي الخاصة بالتقشف الاقتصادي ، فقال أنه مهتم بضم مدافع
أيسر وقلب دفاع ، وأنه لا يتطلع للتعاقد مع مهاجمين في ضوء شفاء ديفيد فيا
وجاهزية اليكسيس سانشيز وبيدرو، مع منح الفرصة للصاعدين ايزاك كوينكا
وكريستيان تيو. وأعتقد أن هذا قليل جداً ولا يكفي لفريق كبير
يمر بمرحلة انتقالية ويغير جلده ويحاول النهوض واستعاده عافيته .. ولا أظن
أن هذه الاسماء تكفي لترجمة طموحات البارسا وتحقيق آماله في التسجيل
والتهديف واستعادة القاب الليجا والتشامبيون ليج والسوبر الاوروبي وكأس
العالم للأندية.. أعتقد ان البارسا يحتاج إلى ثلاثة أو أربع لاعبين من
النجوم السوبر في كافة مراكز الدفاع وفي مركز رأس الحربة ، حتى لا ينهك
ميسي وأنييستا وتشافي في شغل المدافعين المنافسين ولا يحملهم وحدهم مسؤولية
التهديف .
■■ أخيراً ، فإن عشرات المساعدين في العالم ، نجحوا
في سد فراغ المدربين الكبار، وخاصة في المانيا عندما حل فوجتس محل
بيكنباور ولوف مدرب المانيا الحالي محل كلينسمان ، ولكن الامر غير مضمون
تماماً في أندية القمة العالمية مثل الريال والبارسا ، حيث يجب أن تكون
نجما كبيرا كلاعب ومدرب حتي تسيطر على النجوم الكبار ، ويجب أن تتمتع
بكاريزما مسيطرة وشخصية مقنعة حتي تقود القافلة دون تمرد او خضوع لنجومية
أو تتعرض لعدم احترام وخاصة في الاوقات الصعبة .. فيلانوفا هاديء ومتواضع
ولا يتوتر .. وبعد خضوعه لجراحة لإزالة ورم في الغدد اللعابية ، نضج وتغير
مفهومه للحياة ، وأصبح يستصغر الامور الكبيرة ولذلك يعتبر تدريبه للبارسا
كأنه لعب مع الأطفال .. وأخشى أن يعتبره نجوم الفريق كذلك ويتعاملون معه كواحد منهم !